معز الجودي: “تحسن احتياطي العملة الصعبة قد يكون ظرفيا”
البيان أونلاين-إيمان الدجبي: أكد الخبير الاقتصادي معز الجودي لـ”البيان أونلاين” أن تحسن وتطور احتياطي العملة الصعبة قد يكون ظرفيا مع استمرار المشاكل الهيكلية التي تسببت لسنوات في انهياره خاصة سنة 2018 على اعتبار أن تحسن مستويات احتياطي العملة يعود إلى أسباب ظرفية وغير دائمة على غرار تسجيل عائدات قياسية لصادرات الحبوب والزيتون والتمور، مقابل التخفيض من واردات المواد الاستهلاكية غير الأساسية.
وجدد الخبير الاقتصادي التأكيد على أن تونس ما تزال تسجل عجزا في الميزان التجاري وهو سبب كاف من شأنه التقليص في مستوى احتياطي العملة وزيادة كلفة خدمة الدين وحلول آجال استخلاص جملة من أقساط القروض المطلوب تسديدها مع انطلاق العام القادم.
وتؤكد الأرقام الرسمية للبنك المركزي التونسي بداية تحسن مستوى احتياطي تونس من العملة الصعبة وتجاوزه مرحلة الخطر بعد بلوغه مستوى 18.9 مليار دينار حيث ارتفعت نسبة تغطية احتياطي النقد الأجنبي للواردات حدود 107 يوم بزيادة تبلغ نسبتها 30 % مقارنة بمستوى احتياطي العملة في نفس الفترة من العام الماضي والتي لم تتجاوز 77 يوما من الواردات.
ويفسر خبراء الاقتصاد تحسن مستوى احتياطي العملة وابتعاده عن منطقة الخطر بتطور عائدات السياحة بـ5 مليارات دينار، وتحويلات التونسيين بالخارج وتحسن الصادرات مقابل تراجع حجم الواردات.
في المقابل، يعرب خبراء الاقتصاد عن تخوفهم من تراجع مستوى احتياطي العملة مع انطلاق تونس في تسديد ديونها مع بداية السنة المقبلة 2020، خاصة مع ارتفاع خدمة الدين و الذي يقارب 11.6 مليار دينار موزعة بين 7.9 مليارات دينار دينا أصليا، و3.7 مليارات دينار، فوائد على الديون الأمر الذي سيدفع الحكومة القادمة الى طرح سندات من أجل الحصول على قروض بقيمة 11.4 مليار دينار لتمويل ميزانية 2020.
واعتمادا على أرقام المعهد الوطني للإحصاء فقد ارتفع مستوى عجز الميزان التجاري خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي، إلى 16.5 مليار دينار، مقابل 15.9 مليار دينار خلال نفس الفترة من 2018.