فقدان الزيت المدعم في الأسواق: سياسة اللامبالاة تعصف بالقطاع وتضرّ بالمواطنين

البيان أونلاين-ايمان دجبي: يدخل فقدان الزيت النباتي المدعم في السوق المحلية شهره الثاني، وسط أزمة خانقة تعصف بمصانع التعليب وعمالها، وتهدّد المستهلكين يوميا خاصة وأن حجم الاستهلاك المحلي لهذه المادة مرتفع جدّا ويتجاوز 13.500 طن شهريا.

الغرفة الوطنية لمعلبي الزيوت النباتية المدعمة طالبت وزارة التجارة وجميع الأطراف المعنيّة بإيجاد حل عاجل للازمة التي باتت تهدّد 43 مصنع تعليب و1200 عامل مباشر و1000 عامل غير مباشر وآلاف العائلات ومحلات الأكلات السريعة صغيرة الحجم.

في هذا السياق، أكد رئيس الغرفة الوطنية النقابية لمعلبي الزيوت النباتية المدعمة مختار عاشور لـ”البيان أونلاين”، أن الأزمة خطيرة حيث يمثل الزيت المدعم ملاذ آلاف التونسيين في ظل ارتفاع الأسعار، كما أنه مصدر رزق آلاف العمال المباشرين وغير المباشرين. وأضاف بن عاشور أن سلط الإشراف لا تبالي في الوقت الراهن بحساسية الوضع وبخطورة الأزمة، رغم الاجتماع الأخير للمهنيين ومطالبتهم لمختلف الأطراف المعنية بالقطاع بضرورة توفير الكميات اللازمة لاستئناف عمل المصانع.

وقال بن عاشور أنه المصانع تزوّد بكميات ضعيفة جدّا لا تتجاوز  8 آلاف طن ولا تغطي أكثر من 20 يوم استهلاك.

وأشار رئيس الغرفة إلى أنه قد التقى بوزير التجارة وتباحث معه مشكل القطاع وما يهدد المعلبين والمهنيين من مشاكل مع البنوك ومع العمال الذين لم يقع دفع رواتبهم بسبب توقف المصانع على العمل وغيرها من الإشكاليات التي تسبب فيها فقدان الزيوت المدعمة، وأضاف أن الوزير أبدى تفهمه للموضوع.

واعتبر بن عاشور أن ما يروج عن احتكار المطاعم للزيوت المدعمة هو السبب وراء فقدانها بالنسبة للمستهلك العادي مجانب للحقيقة خاصة وان المنشور الأخير لوزارة التجارة قد استثنى النزل والمطاعم المصنفة من استهلاك الزيت المدعم ولم يستثني مطاعم الأكلات الخفيفة على غرار مطاعم “الملاوي” و”الشباتي” و”الفريكاسي” وغيرها من المطاعم التي توفر وجبة للمواطن البسيط بسعر في متناول قدرته الشرائية.

غضب المهنيين..

وكان مهنيو مصانع تعليب الزيوت المدعمة عقدوا مؤخرا اجتماعا وأكدوا أنهم باتوا مهددين بالإفلاس في ظلّ توقف العمل من جهة ووجوب أن يفوا بالتزاماتهم تجاه عمالهم وتجاه البنوك وتجاه المزوّدين وتجاه الدولة (ضرائب وضمان اجتماعي وغيرها) علما بأن مصانعهم متوقفة عن الإنتاج منذ 25 جانفي الماضي. وقد أعربوا عن رفضهم سياسة تزويد المصانع “قطرة قطرة” بكميّات محدودة لا تكفي إلا لأسبوع أو أسبوعين .

وأجمع المهنيون المشاركون في الاجتماع على أن وزارة التجارة أصبحت متعسفة بشكل غير مسبوق حيث شرعت في تسليط خطايا مالية قاسية جدّا وتحرير المخالفات والمحاضر وسحب بعض الرخص ومثول بعض الموزعين أمام المحاكم،