حسين الديماسي: عجز الصناديق الاجتماعية بمليارين وانهيار حادّ في مستوى الادخار الوطني
البيان أونلاين-إيمان الدجبي: من المنتظر ان تنهي الصناديق الاجتماعية سنة 2019 بعجز مالي في حدود 2 مليار دينار بما سيخلق أزمة مالية خانقة حسب ما صرح به وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي حسين الديماسي الثلاثاء الماضي على هامش الدورة الثالثة لـ”يوم نائب التأمين”، المنعقدة بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
وقال الديماسي ان 2 مليار دينار هو معدل ضخم يتجاوز رقم معاملات مختلف شركات التامين بتونس، وهو نتيجة حتمية لتراجع مستوى الادخار الوطني الى مستويات قياسية خطيرة.
وشدد الديماسي على أن عجز الصناديق الاجتماعية يعود أساسا الى ضعف الادخار الوطني حيث تمت تعبئة هذه الصناديق الى غاية موفى 1990 من خلال الادخار وخاصة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، منبها الى ان مستوى الادخار الوطني قد نزل الى حدود 8.9% بعد ان بلغ 22% سنة 2010 قائلا : “ان تونس كانت قبل 2011 تدّخر خُمس ثروة البلاد واليوم لم نتمكن حتى من ادخار عُشر الثروة الوطنية، إذ لم يعد لنا ما يكفي من الادخار الوطني لتمويل مشاريعنا وهو ما يفسر اللجوء الى التداين”.
وفي هذا الاطار، دعا الديماسي شركات التأمين في تونس الى تعبئة الادخار لمعالجة مشكل التداين وإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار، مشددا على ضرورة ان تضاعف الشركات من جهودها لاستقطاب اكثر ما يمكن من الحرفاء وتحسين رقم معاملاتها الذي لم يتجاوز 0.12% من اجمالي رقم معاملات شركات التأمين الفرنسية.
من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي والبنكي عز الدين سعيدان ، أن الادخار يبقى الركيزة الرئيسية لتمويل الإستثمارت الأساسية و خلق النمو الاقتصادي” مضيفا أنّ معدل الحيز الزمني للادخار انخفض بشكل ملحوظ منذ الثورة.
و قال ان الادخار الوطني الابرز في تونس هو ادخار قصير المدى لا يمكن استغلاله في الاستثمار وخلق الثروة التي تتطلب ادخارا متوسطا وطويل المدى. وشدد على ضرورة التشجيع على التامين على الحياة اكثر باعتباره ادخارا طويل المدى يمكن ان يساعد في تمويل وتنشيط الدورة الاقتصادية والاستثمارية.