الغرفة الوطنية للقصابين: أسعار اللحوم الحمراء قد ترتفع أكثر في 2020

البيان أونلاين-ايمان الدجبي: تشهد أسعار اللحوم الحمراء (البقري والغنمي)، ارتفاعا مستمرّا بما يجعل المستهلك التونسي عاجزا عن شرائها ويضع القصابين في موقف لا يحسدون عليه، خاصة وأنهم الحلقة الأبرز والأهم في منظومة اللحوم الحمراء على الأقل بالنسبة للمستهلك، فكلما ارتفعت الأسعار الا ووجد القصاب نفسه يتحمل تبعات ذلك.

“البيان أونلاين” تحدثت إلى رئيس الغرفة الوطنية للقصابين أحمد العميري الذي كشف عديد المعطيات التي تؤكد غياب الإرادة منذ سنوات لإنقاذ المنظومة وإعادة هيكلتها بما يتلاءم والاهداف المراد تحقيقها لصالح القطاع ولصالح المستهلك خاصة باعتبار عزوفه عن الشراء.

مراسلات بلا إجابات..

وقد استعرض رئيس الغرفة كل محاولات أهل المهنة لإنقاذ قطاعهم ومورد رزقهم، من خلال مراسلة السلط المعنية والمسؤوليين والوزراء والمديرين وكل الاطراف التي لها سلطة على المنظومة من أجل تباحث سبل انقاذها وحمايتها من محاولات إنهاكها. مضيفا أن الغرفة قد طالبت بتفعيل كراس الشروط المتعلقة بتوريد العجول المعدة للتسمين باعتبارها تتمتع بإعفاءات جمركية حتى تكون أسعارها في متناول المستهلك، إلا أنها غير متوفرة في سوق الدواب، حيث يتم شراؤها وتوريدها بالعملة الصعبة لتباع بأسعار خيالية تتجاوز إمكانيات أغلبية التونسيين، وشدّد على أن مطلب الغرفة لم يعرف أي تجاوب من قبل سلط الإشراف.

وأضاف أن الغرفة قد راسلت في 14جوان 2019 وزير الفلاحة وطالبت بتكوين لجنة وطنية تتولى الاشراف على مراحل عملية توريد العجول المعدة للتسمين لتكون أسعار بيعها مقبولة ومنطقية الا ان الوزارة لم تتجاوب مع مطلب المهنيين.

وأكد العميري استنفاد الغرفة لكل الجهود والمحاولات لإنقاذ المنظومة من الانهيار والتحكم في الأسعار من خلال وضع آليات وإجراءات تتحمل مسؤوليتها كل الأطراف وخاصة الوزراء والمسؤولين عن تدهور القطاع مضيفا أن الغرفة قد راسلت وزير الشؤون البيئية في ماي 2019 لتباحث مشاكل المسالخ وأسواق الدواب ولكن دون تجاوب، وراسلت كذلك عميد البياطرة في ماي 2019 من اجل توفير أطباء ببعض المسالخ، وتمت مراسلة المدير العام للمصالح البيطرية من أجل توفير الأدوية لمرض السل لدى الابقار، ولكن دون أي جدوى أو إجابة.. وهو ما يؤكد لا مبالاة المسؤولين بالقطاع وتجاهلهم لأكثر القطاعات حساسية لارتباطه مباشرة بصحة المستهلك.

وقال رئيس القصابين ان الغرفة قد راسلت وزير التجارة في جوان 2019 من اجل تركيز لجنة وطنية تتكون من عديد الاطراف والادارات العامة تتولى متابعة عملية توريد العجول وتسويقها بالطرق القانونية ووضعها على ذمة الفلاحين والقصابين لتصل الى المستهلك بأسعار معقولة تراعي قدرته الشرائية.

ارتفاع الأسعار متوقع وتدخل الحكومة ضروري..

في ختام حديثه لـ “البيان أونلاين”، أكد رئيس الغرفة الوطنية للقصابين أن وضعية اللحوم الحمراء في 2020 ستكون كارثية إذا ما لم يتم استيراد اللحوم المبردة لتعديل السوق، وأكد أن المنظومة تعاني عديد المشاكل واذا استمرت على وضعها الحالي فإن الأسعار ستزداد ارتفاعا ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ولايات الجنوب تضطر هذه الأيام إلى بيع لحوم الجمال بسبب فقدان اللحوم الحمراء وعدم توفرها.

وطالب أحمد العميري الحكومة القادمة بالمبادرة لإيجاد حلول للمنظومة وإخراجها من الوضعية المتردية التي تعانيها. واقترح تشكيل لجنة برئاسة رئيس الحكومة تضم مختلف الأطراف لإيجاد حلول جذرية وحقيقية لحماية المنظومة وحماية المستهلك قبل فوات الأوان.